في روضة الحبيب


 
  في روضة الحبيب

  ا ن الإسلام دين واقعي لا يحلق في أجواء الخيال و المثالية ، ولكنه يقف مع الإنسان على أرض الحقيقة و الواقع ، و لا يعامل         الناس   كأنهم ملائكة و لكنه يعاملهم كبشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، فلا يطلب منهم أن يكون كل كلامهم ذكرا ، 

   وكل      سماعهم قرآنا  ، و كل فراغهم في المسجد ، و إنما اعترف بفطرتهم التي فطرهم الله عليها .

  و حياة حبيبنا المصطفى عليه أكرم الصلاة و أجل التسليم مثال للحياة المتكاملة من كل نواحيها ، فهو  في خلوته يصلي و يطيل   الخشوع  ، و لا يخشى في الحق لومة لائم ، و لكنه مع الناس بشر سوي ، يحب الطيبات و اليسر  في الأمور و يبش لأصحابه و   يمزح و لا يقول مع ذلك إلا حقا .

  عن عبد الله بن الحارث قال : ” كان رسول الله يصف عبد الله و عبيد الله و كثير بن العباس ثم يقول : من سبق إلى فله كذا و كذا ،    فيتسابقون إليه فيقعون على ظهره و صدره فيقبلهم و يلتزمهم ”

  يا حبيبي يا رسول الله
  لله ما أعظمك ! ما أحلمك ! ما أرحمك !
  و ما رحمتك إلا بعض من رحمة الرحمن ، فتأملوا أحبتي في الله ..

  و عن صهيب – رضي الله عنه  قال ” أنه كان يأكل التمر و به رمد ، فقال له رسول الله : أتاكل و أنت أرمد ؟ فقال : إنما آكل   بالشق الآخر ( أو أمضغ من ناحية أخرى ) فضحك الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة و أجل التسليم .
  ( و كان صهيب رضي الله عنه بعينه رمد ، و كان الشائع أن التمر مضر للعين الرمداء )
   و عن حميد الطويل ، عن ابن أبي الورد ، عن أبيه قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم ، فرآني رجلا أحمر ، فقال : ” أنت أبو   الورد “
  و عن عوف بن مالك الاشجعي أنه دخل على رسول الله و هو جالس في قبة ضغيرة في غزوة تبوك ، فأطل برأسه و سلم ، فرد        و قال : ادخل ، فرد عوف ممازحا : أدخل كلي ( أي بكل جسمي ) يا رسول الله ؟ فتبسم الحبيب و قال : كلك .

  و عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال له : يا ذا الأذنين ، يمازحه فما من إنسان إلا و له أذنان .و

  وكان الحبيب المصطفى ينادي السيدة عائشة رضي الله عنها : يا عائش
  بل قال لها ذات يوم : إني لأعرف إن كنت علي غضبى أم راضية
  قالت متعجبة : و كيف ذاك
  رد الحبيب : إن كنت علي راضية قلت (لا و رب محمد ) ، و إن كنت غضبى قلت ( لا و رب إبراهيم )
  فقالت : إي و الله ، ما أهجر إلا اسمك .

  و كانت رضي الله عنها تسأله : كيف حبك لي ؟
  فيقول الحبيب المختار : هو كالعقدة فالحبل
  تقول : فأنتظر زمنا ثم أسأله : كيف حال العقدة ؟
  فيضحك الحبيب و يقول : هي على حالها
  صلى الله عليك و سلم يا حبيبي يا رسول الله

google+

linkedin

تعليق
0 تعليق

0 التعليقات:

إرسال تعليق