فكر و قدر

 


{عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن الوليد بن المغيرة جاء إلي النبي فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه ، فقال : يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا" ، قال : لم ؟ قال ليعطوا لك ، فإنك أتيت محمد التعرض لما قبله قال : قد علمت قريش إني من أكثرها مالا" ، قال : فقل فيه قولا" يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له ، قال : وماذا أقول فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني , ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا" من هذا ، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وأنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله ، وأنه ليعلو وما يعلي ، وأنه ليحطم فاتحته ، قال : لا يرضي عنك قومك حتي تقول فيه ، قال : فدعني حتي أفكر ، فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر بأثره عن غيرة فنزلت ذرني ومن خلقت وحيدا" }
هذا حديث صحيح الإسناد علي شرط البخاري ولم يخرجاه

وفي قصة ذكرها ابن كثير و القرطبي عند تفسير الآيات من 11 – 26 من سورة المدثر وغيرهما من أصحاب كتب التفسير
كان قد دخل على أبي بكر الصديق بن أبي قحافة فسأله عن القرآن فلما أخبره خرج فقال يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذا من الجنون وإنَّ قوله لمن كلام الله

وجاء الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له الوليد لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن قال الوليد : والله لقد سمعت منه كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن , وإن له لحلاوة , وإن عليه لطلاوة , وإنه ليعلو ولا يعلى عليه , وما يقول هذا بشر. فبلغ ذلك قريش

قالت قريش: صبأ الوليد لتصبون قريش كلها. وكان يقال للوليد ريحانة قريش، فبلغ ذلك أبو جهل بن هشام فقال أنا والله أكفيكم شأنه لأنه صاحبه.
فانطلق أبو جهل بن هشام فمضى إلي الوليد حتى دخل عليه بيته وأتاه حزينا فقال له : مالي أراك حزينا.
فقال له: ومالي لا أحزن ثم قال أبو جهل بن هشام للوليد أي عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً .
قال لم ؟
قال يعطونكه وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك بها على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد , وتدخل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة لتنال من فضل طعامهما.
فغضب الوليد وقال أقد تحدث به عشيرتي , ثم قال قد علمت قريش أني أكثرها مالا فأنتم تعرفون قدر مالي .
قال أبو جهل: فقل فيه قولا يعلم قومك أنك منكر لما قال وأنك كاره له .
قال فماذا أقول فيه والله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقوله محمد شيئا من هذا والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو وما يعلى عليه .
قال أبو جهل والله لا يرضي قومك حتى تقول فيه قال فدعني حتى أفكر فيه .
فلما فكر خرج عليهم في دار الندوة وهم يجمعوا رأيهم على قول يقولونه في الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحج ليصدوهم عنه فقال قائلون شاعر وقال آخرون كاهن وقال آخرون مجنون كل هذا والوليد يفكر فيما يقوله فيه وتكبر الوليد وقال أنتم تزعمون أن محمدا مجنون , فهل رأيتموه قط يخنق .
قالوا: لا والله , قال: وتزعمون أنه شاعر , فهل رأيتموه نطق بشعر قط.
قالوا: لا والله.
قال: فتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه كذبا قط.
قالوا: لا والله.
قال: فتزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط , ولقد رأينا للكهنة أسجاعا وتخالجا فهل رأيتموه كذلك
قالوا: لا والله.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمى الصادق الأمين من كثرة صدقه.
فقالت قريش للوليد: فما هو ففكر في نفسه , ثم نظر , ثم عبس , فقال ما هو إلا ساحر! أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فقال هذه المقولة فتوعده الله وأنزل فيه

{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا(11)وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا(12)وَبَنِينَ شُهُودًا(13)وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا(14)ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ(15)كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا(16)سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا(17)إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ(18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ(19)ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ(20)ثُمَّ نَظَرَ(21)ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ(22)ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ(23)فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ(24)إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ(25)سَأُصْلِيهِ سَقَرَ(26)} المدثر

ومات على الكفر ويخلد في النار بسبب من ؟ بسبب صديق السوء , بعد أن كاد يسلم لكن صديق السوء لأنه شخصية خبيثة لا يرضى إلا أن يجد غيره أحط منه ولا يقتصر إفساده على احد بل ما يبتغيه أن يرى الناس كلها أحط منه , أبو جهل بسببه الكثير ماتوا على الكفر والشرك وليس الوليد فقط فهذا ما فعله مع أبو طالب

google+

linkedin

تعليق
0 تعليق

0 التعليقات:

إرسال تعليق