أحدث المواضيع
Loading...

قصة واقعية لام استرالية


أم أسترالية كانت سببا في اعادة الحياة لطفلها بعد أن مات بساعتين!

لقد سمعتُ أسوأ عبارة يمكن أن تسمعها أم,,
قال لي الطبيب:
" أنا آسف جداً لكننا لم نستطع أن ننقذ الطفل."
ولد جيمي قبل أوانه،
في الأسبوع السابع والعشرين من الحمل,
وبعد مخاض دام 3 ساعات ولد ميتاً.
لم تتقبّل الأم الأسترالية الأمر فطلبت أن تودّع طفلها.
أخذته من الطبيب ونزعت عنه البطانية التي كان ملفوفاً بها
ووضعته مباشرة على جسمها, راحت تلامسه وتتكلم معه.
قالت له أن إسمه جيمي وأن له شقيقة وأنه لو عاش
لكانت تخطط له مع والده لحياة رائعة.
وكان الطفل من وقت إلى آخر ينتفض فيقول الطبيب
إنها مجرد انتفاضات ارتدادية وأن الطفل ميت
منذ أكثر من ساعتين, وبالفعل لم يكن الطفل يتنفّس.
في حركة وداع أخيرة وضعت الأم نقطة من حليبها
على إصبعها وقرّبتها من فم الطفل فإذا به يتلقّفها
وينتفض انتفاضة قوية ويشهق طالباً الأوكسجين،
وسط ذهول الفريق الطبّي والطبيب
الذي راح يهزّ رأسه قائلاً :" لا أصدق! لا أصدّق!"
عمر جيمي الآن خمسة أشهر وهو في حالة صحية ممتازة.
وقد ظهرت والدته على شاشة التلفزيون الأسترالي
يوم السبت الماضي في إطار حملة حول أهمية
احتضان الطفل في حال مرضه،
ولتشجّع الأمهات قائلة إن حضن الأم يمكن أن يردّ الصحة
والعافية للطفل وهو أفضل من أسرة المستشفيات
الباردة والحاضنات الاصطناعية.
اللهم اجعل امهاتنا ممن تقول لها الجنة :

أقبلي فقد اشتقت إليك قبل ان اراك

الليمون يقتل خلايا السرطان


الليمون (فاكهة من الحمضيات) ثمرة عجيبة لقَتْل خلايا السرطان
و هو أقوى 10,000 مرة مِنْ العلاج بالكيمياوي.

لماذا نحن لا نَعْرفَ عن ذلك؟.
لآن هناك مختبرات إهتمّتْ بتصنيع منتج مماثل لكنه صناعي

 و يدر عليهم أرباح ضخمة.
يُمْكِنُك الآن أَنْ تُساعدَ الناس بإرشادهم الى منافع عصير الليمون في مَنْع المرض.
طعمه لطيف و هو لا يُنتجُ التأثيرات الشنيعة مثل العلاج بالكيمياوي.
فكم من الناس سَيَمُوتونَ بينما هذا السر المحاط بكتمان شديد ليبقى مخفيا...لماذا؟.
...لِكي لا يُعرّضوا شركات المليونيرات الكبار للخطر...
فإن شجرة الليمون معروفة بتنوعها مِنْ أصناف الليمون.

 فيُمْكِنُك أَنْ تَأْكلَ الفاكهة بطرق مختلفة: يُمْكِنُك أَنْ تَأْكلَ اللبَّ لليمون الحلو، 
أو تشرب سائله (عصير)، في إعداد المشروبات وغيرها... 
هي مقرونة بالعديد مِنْ المزايا،
لكن الإِهْتِمام الأكثر هو التأثير على الخراجاتِ والأورام. 

هذه النبتة أثبتت فعاليتها للعلاج ضد أمراض السرطان وبكُلّ الأنواع.
و البَعْض سيقول أنها مفيدة جدا لآنها لكل أنواع السرطاناتِ. و هو فعال ضد الميكروبات والفطر الجرثوميِ، فعال ضد الطفيليات والديدان الداخليةِ، 

و يُنظّمُ ضغط الدم العالي جدا. وضد الكآبةُ، وضد الإضطرابات العصبية.
إن مصدر هذه المعلومات مدهش: لقد جاء مِنْ واحد من أكبر منتجي الأدوية في العالمِ، يَقُولُ بأنه بعد أكثر مِنْ 20 إختبار أجري في مختبرات الفحص منذ 1970،

 أكتشف أن الليمون:
يُحطّمُ الخلايا الخبيثة في 12 نوع من السرطان وضمن ذلك القولون والصدر والبروستاتِا والرئة و البنكرياس...
وتبين أن مركّباتُ هذه الشجرة أفضل 10,000 مرة مِنْ

 مُنتَجِ Adriamycinُ في دواء chemotherapeutic والمستعمل 
 عادة في العالم. إن الليمون يبطئ نمو خلايا السرطان.
وما هو أكثر من  مُدهِش: هذا النوع مِنْ العلاج بالليمون يُحطّمُ خلايا 

السرطان الخبيثة فقط ولا يُؤثّرُ على الخلايا الصحّيةِ .

هذا مهم جدا لا تنسوا نشره للفائدة و الدال الخير كفاعله


ساهم في نشر الموضوع للفائدة:

عفوﺍ ﻳﺎﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ...ﻓﺄﻣﻲ ﺃﻏﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻣﻚ

 
ﻭﻗﻔﺖ ﻃﻔﻠﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﺼﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮة
 
ﺃﻣﻲ ﺍﺷﺘﺮﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪة.. ﻓﻬي أغنى ﻣﻦ ﺃﻣﻚ

ﺃﻣﻲ ﺍﺣﻀﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﺷﻐﺎﻟة ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻬﺘﻢ ﺑﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ..

 ﻓأﻣﻲ ﺍﻏﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻣﻚ...

ﺃﻣﻲ ﺍﺣﻀﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﻃﺒﺎﺥ ﻣﺎﻫﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ أﺷﻬﻰ ﺍﻻﻃﺒﺎﻕ ﻟﺘﻬﺘﻢ ﺑﺼﺤﺘﻨﺎ ..

 ﻓأمي ﺃﻏﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻣﻚ...

ﺃﻣﻲ أﺣﻀﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﻟﺘﺴﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺭﺍﺣﺘﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺮﺿﻰ ..

 ﻓأمي ﺍﻏﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻣﻚ...

ﺃﻣﻲ ﺍﺣﻀﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﻣﺪﺭﺱ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻴﺬﺍﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺩﺭﻭﺳﻨﺎ .. 

ﻓأمي ﺍﻏﻨﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﻚ...

ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮة ﻗﺎﺋﻠة :

ﺍﻣﻲ ﺗﻌﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﺟﻤﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺗﻬﺘﻢ ﺑﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻲ ﺭﺍﺣﺘﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ
ﻭﺗﺬﺍﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻴﻜﻔﻴﻨﻲ ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑﺤﺒﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﺎﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨا

 ﺣﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ أﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أﻥ ﺗﺸﺒﻌﻨﺎ ..

ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻄﺎﺯﺝ ﻭﺗأﻛﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﺖ
ﺗﻌﻄينا ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﻭﺗﺄﻛﻞ ﻫﻲ ﺃﺟﻨﺤﺘﻬﺎ
ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺗﺪﺍﺭﻱ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺮﺿﻬﺎ
ﺗﺸﺘﺮﻱ ﻟﻨﺎ ﻣﻼﺑﺲ ﺟﺪﻳﺪﻩ ﻭﺗﺪﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻋﻴﻨﻨﺎ ﺣﺬﺍﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﺰﻕ


ﻓﻌﻔﻮﺍ ﻳﺎﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ...ﻓﺄﻣﻲ ﺃﻏﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﻣﻚ


طرائف و نوادر الأعراب

من نوادر الأعراب


ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ ! فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ فقال الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا  .

**********************************

قيل لأعرابيّ : هل لك في النكاح ؟ قال : لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها

*********************************

جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول : هاؤم إقرأوا كتابيه  ..

فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة  .

فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي  .

*********************************

حكى الأصمعي قال : كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش ، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب . فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ، وكان أعور ، فقال الخياط : والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج ، فقال الأعرابيّ : والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء .
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج ! فقال في الخياط هذا الشعر :

  خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء         ليتَ عينيه سِوَاء

فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه .

*******************************

وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ، وقال الآخر منيع ، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ، فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم .

******************************

أقبل أعرابيّ يريد رجلاً وبين يدي الرجل طبق تين ، فلما أبصر الأعرابيّ غطى التين بكسائه والأعرابيّ يلاحظه ، فجلس بين يديه فقال له الرجل : هل تحسن من القرآن شيئاً ، قال : نعم ، قال إقرأ ، فقرأ : والزيتون وطور سينين ، فقال الرجل فأين التين ؟ فقال الأعرابيّ : التين تحت كسائك ! .

*****************************

تزوج شيخ من الأعراب جاريةً من رهطه ، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية ، فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها ، فمر بخبائها بعد حول وإذا هي تُرَقِّص بُنَيَّتَها منه وهي تقول :

       ما لأبي حمزة لا يأتينـا          يظل في البيت الذي يلينا

      غضبان أن لا نلد البنينا          تالله ما ذلك في أيدينــا

                         وإنما نأخذ ما أعطينا

فلما سمع الشيخ الأبيات مَرَّ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل بُنيّتها وقال : ظلمتكما ورب الكعبة

***************************

قال الأصمعي : أصابت الأعراب مجاعة فمررت بأعرابي قاعد مع زوجته على قارعة الطريق وهو يقول :

 يا رب اني قاعد كما  ترى              وزوجتي قاعدة كما ترى

والبطن مني جائع كما ترى             فما ترى يا ربنا في ما ترى ؟

****************************

كان أبو علقمة من المتقعرين في اللغة واستعمال وحشي الكلام وغريب اللفظ ، فانقطع إلى أبي علقمة النحوي غلام يخدمه ، فأراد أبو علقمة الدخول في بعض حوائجه فقال للغلام :

يا غلام ، أصقعت العتاريف ؟

فقال الغلام : زقفيلم . (يريد أن يؤدب الرجل )

قال أبو علقمة : وما زقفيلم ؟

قال له الغلام : وما صقعت العتاريف ؟

قال : قلت لك : أصاحت الديوك ؟

قال : وأنا قلت لك : لم يصح منها شيء .

 ******************************

كيف تبتعد عن المعاصي ؟

الوسائل التي تعينك على ترك المعصية:

1- الدعاء.. وهو أعظم دواء وأنفع علاج لكل بلاء.
يا أيها التائب.. يا أيتها التائبة يا من يريد ترك الذنوب ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء، لعل الله أن يرى صدقك ودموعك وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة على ترك الذنوب.
قال تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ))[غافر:60] وقال: (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ))[النمل:62].
وكم من رجل وامرأة كانا يجدان صعوبة في ترك بعض الذنوب ولكنهم لما التجئوا إلى الله وجدوا التوفيق والعون الرباني، وما أجمل الدعاء في السجود في تلك اللحظة ” وأنت ساجد تكون قريباً من الله “.
قال صلى الله عليه وسلم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء ) رواه مسلم [ 744 ] . فيا غالي ويا غالية ” ابك في سجودك وأبشر بخير “.


2- المجاهدة؛ لا تظن أن ترك المعصية يكون بين يوم وليلة.. إن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة، ولكن اعلم أن المجاهدة دليل على صدقك في ترك الذنوب وربنا تبارك وتعالى يقول: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69].


3- معرفة عواقب المعصية ونتائجها؛ إنك كلما تفكرت في النتائج المترتبة على الذنوب فإنك حينها تستطيع تركها.
فمن عواقب الذنوب ” الهم والغم والحزن والاكتئاب والضيق، والوحشة بينك وبين الله.. وغيرها من عواقب الذنوب “ انظر كتاب ” الجواب الكافي ” لترى مجموعة من عواقب الذنوب التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى.


4- البعد عن أسبابها ومقوياتها؛ فإن كل معصية لها سبب يدفع لها ويقويها ويساهم في الاستمرار فيها، ومن أصول العلاج: البعد عن كل سبب يقوي المرض.


5- الحذر من رفيق السوء؛ فإن بعض الشباب يريد ترك المعصية ولكن صديقه يدفعه، وفي الحديث الصحيح: ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) حسن. صحيح الجامع [ 5858 ] .
فوصيتي لك: ” ابتعد عن صديق السوء ” قبل أن تكون ممن قال الله فيهم (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا ))[الفرقان:27-29] .


6- تذكر فجأة الموت (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ))[آل عمران:185] فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك وأنت تنظر إلى القنوات؟ لو جاءك الموت وأنت تكلم تلك الفتاة؟ يا ترى لو فاجأك الموت وأنت نائم عن الصلاة؟ حينها ماذا تتمنى؟.
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ))[المؤمنون:99-100] إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات بل ليعمل صالحاً.. نعم ليتوب.. ليصلي.. ليترك المحرمات.


7- تذكر عندما توضع على مغسلة الأموات عندما توضع على السرير لكي يغسلونك وأنت جثة هامدة لا تتحرك وهم يحركونك، هناك لن تنفعك الذنوب ولا السيئات.


8- تذكر عندما تحمل على الأكتاف سوف يحملونك وأنت جنازة، فيا سبحان الله أين قوتك ؟ أين شبابك ؟ أين كبرياءك ؟ أين أصدقاءك ؟؟ لن ينفعك هناك إلا عمل صالح قد فعلته.


9- تذكر عندما توضع في القبر هناك يتركك الأهل والأصحاب ولكن أعمالك ستدخل معك في قبرك.. فيا ترى ما هي الأعمال التي ستكون معك في قبرك.. هل هي القنوات؟ والملهيات؟ والصور والمجلات؟.


10- تذكر العرض على الله (( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ))[البقرة:281] سوف تقف بين يدي الله يا من يسهر على القنوات.. نعم والله ستقف يا من ينام عن الصلوات.. يا من يسافر إلى بلاد الآثام.. (( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ))[الحاقة:18].
هناك من ينفعك؟ هناك من ينصرك؟ وأنت يا أختاه هناك من الذي سيقف إلى جانبك؟ يا من أهملت الحجاب.. يا من نمصت.. يا من لبست العباءة الضيقة والمطرزة أنسيت ذلك الموقف؟ ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ))[البقرة:223].


11- إذا أردت أن تترك المعصية فتذكر المرور على الصراط.. ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم.. ” أحد من السيف وأدق من الشعرة ” قال تعالى: (( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ))[مريم:71].
قال العلماء: هذه الآية دليل على المرور على النار؛ هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه والنار من تحتك والمكان مظلم.. والناس يتساقطون ويصيحون ويبكون.
ومن الناس من يثبته الله على الصراط لأنه ” كان ممن يراقب الله ويخاف من الله ويعمل بطاعة الله ويبتعد عن معصية الله ” قال تعالى: (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ))[إبراهيم:27].
هناك تعرف قيمة الصلاة وقيمة الحسنات, في ذلك المكان تندم على كل نظرة وعلى كل كلمة لا ترضي الله هناك تبكي ولكن لا ينفع البكاء.


12- تذكر الميزان الذي يوضع يوم القيامة، وتوزن فيه الحسنات والسيئات.. إنه ميزان دقيق (( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ))[الأنبياء:47].
يا ترى هل تفكرت في هذا الميزان أخي الشاب؟ وأنت يا أختاه هل حاسبت نفسك على ذنوبك التي ستوضع في ذلك الميزان؟ (( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))[المؤمنون:102].
إنهم الذين حافظوا على طاعة الله.. إنهم الذين ابتعدوا عن الذنوب والعصيان… (( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ))[المؤمنون:103] إن الذي خف ميزانه هو الذي أساء في تعامله مع ربه.. هو الذي أعرض عن ربه.. هو الذي كثرت سيئاته وقلت حسناته.


13- تذكر الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم؛ طوله شهر وعرضه شهر, أحلى من العسل وأبيض من اللبن، وأطيب من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، إن ذنوبك قد تمنعك من الشرب من ذلك الحوض، فاترك الذنوب الآن.


14- معرفة حقارة الدنيا ((وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))[آل عمران:185] فكيف تؤثر الدنيا الحقيرة على الآخرة الباقية التي لانهاية لها، كيف تعمل معصية قد تحرمك من جنة عرضها السماوات والأرض؟.


15- الإرادة القوية؛ لا بد أن تكون صاحب إرادة قوية لكي تقوى على ترك الذنوب والشهوات.


16- تذكر اسم الرقيب ((وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ))[الأحزاب:52] فالله يراقبك ويعلم بحالك ويراقب تحركاتك ونظراتك وسمعك وقلبك ((وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ))[الأحزاب:51] فإذا دفعتك نفسك للذنوب فقل لنفسك: ” إن الله يراني “.


17- احذر من أن تكون من هؤلاء: قال صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثوراً. قال الصحابة: منهم يا رسول الله ؟ قال: أما نهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) صحيح. صحيح الترغيب والترهيب [ 2346 ].
نعم.. إنهم عندما يكونون لوحدهم يبدءون في ممارسة الذنوب والشهوات، فهذا يسهر على القنوات ولا يحب أن يعلم به أحد من أهله، وتلك الفتاة ترتكب السيئات عندما تغلق الباب على نفسها.. إنهم الذين لم يفكروا في نظر الله لهم ولم يبالوا باطلاع الله على أعمالهم.


18- تذكر شهادة الجوارح عليك.. تذكر يا أخي قبل أن تفعل أي معصية أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية بها أنها ستشهد عليك 

وستفضحك ليس هنا بل في أرض المحشر (( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))[يس:65].
يا سبحان الله.. من أنطق اليدان؟ من أنطق القدمان؟ إنه الله جل في علاه.. وقال تعالى: (( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[فصلت:20](( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ))[فصلت:21]. فلا إله إلا الله ما أعظم الله.
وأنت يا أختاه تذكري عندما تنطق الجوارح في ذلك اليوم العصيب، فيا حسرتاه على تلك النظرات، ويا أسفاه على تلك الكلمات.


19- تذكر كتابة الملائكة لأعمالك، فالملائكة تكتب أعمالك وأقوالك كما قال تعالى: (( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ))[الانفطار:10- 12] .
ولا يخفى عليهم شيء، وتستمر الملائكة في كتابة أعمالك حتى تخرج روحك من الحياة، وبعدما تموت.. ينتهي كتابك ولكن لك موعد معه في أرض المحشر عندما تُعطى ذلك الكتاب ويقول الله لك: (( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ))[الإسراء:14].
فيا ترى ماذا سوف تقرأ يا أخي المسلم.. يا من يسهر على المحرمات هل علمت بأن الملائكة قد كتبت عليك أعمالك؟ يا من يشرب الدخان هل تعلم أن الملائكة قد سجلت عليك خطاياك؟.
يا من ينام عن الصلوات هل تذكرت كتابة الملائكة لأعمالك؟ وأنت يا أختاه لقد كتب عليك الملائكة كل شيء.. وسوف تقرأين ذلك الكتاب يوم القيامة يوم الفضائح ((يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ))[النبأ:40].


21- الزم الذين تنتفع برؤيتهم قبل كلامهم؛ لأن الإنسان يتأثر بمن يجالس و( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) حسن. مختصر السلسلة الصحيحة [ 927 ] والقرين بالمقارن يقتدي.
وكم من إنسان أراد أن يترك الذنوب ولكن صديق السوء جعله يغير رأيه وقراره، وكم من شاب أراد الهداية ولكن صاحب السوء منعه من ذلك، وكم من فتاة قررت الرجوع إلى الله وترك الشهوات ولكن صديقة السوء هي السبب في استمرارها في طريق الضلالة.
فيا من يريد ترك المعاصي ” ابتعد عن كل صديق يذكرك بها، وامسح رقم جواله، ولا تمر من أمام بيته ” وسترى الهداية بإذن الله تعالى.


22- جالس التائبين من تلك المعصية ليخبروك بكيفية تركهم لها؛ لأن هؤلاء التائبين قد سبق أن فعلوا تلك المعاصي وسبقوك لها وعرفوا نهاياتها فأنت عندما تجلس معهم فسيخبروك بأن طريق الذنوب هو طريق الهموم والسموم والأحزان.


23- املأ فراغك ” بأي شيء نافع من أمور الدين أو الدنيا ” نعم.. لابد أن تملأ فراغك بأي شيء مباح سواء ” لعب أو رياضة أو زيارة ونحو ذلك ” لأن بقاءك فارغاً يعطي الشيطان فرصة في أن يوسوس لك بالذنوب والشهوات.
وأنت يا أختاه إن الفراغ سبب في بداية الضياع والانحراف فلا بد من الحرص على استغلال الوقت بما ينفع.


24- أخي.. أختي لابد من إيجاد البديل، فمثلاً: سماع الأناشيد الإسلامية النافعة والمؤثرة تعتبر بدلاً عن سماع الأغاني والموسيقى, والخروج للنزهة البريئة تعتبر بدلاً عن الخروج في الأمور المحرمة، والسفر للسياحة في البلاد المحافظة يعتبر بدلاً عن السفر للسياحة في بلاد الكفر والانحلال.


25- طلب العلم؛ لأن العلم ينير لك الطريق فتعرف به الخير من الشر، والعلم يبصرك بمداخل الشيطان عليك لكي تحذرها، والعلم يخبرك بالأمور التي ترفعك منازل عند الله تعالى، فاحرص على طلب العلم لعله يكون سبباً لابتعادك عن الشهوات.


26- دور الأب في تسهيل المعاصي، فيجب على الأب أن يساهم في تقليل المعاصي في البيت؛ وذلك بتطهير البيت من وجود أجهزة الفساد، والحرص على تربية الأبناء التربية الصحيحة.


27- علاقة الوالدين بالأبناء، فعلاقة المحبة والمودة والتفاهم بين الآباء والأبناء لها دور كبير في تقليل الذنوب؛ وذلك لأن بعض البيوت يغلب عليها التفكك الأسري مما يسبب الضياع والانحراف لدى الأبناء والبنات.


28- الاستغناء عن الكماليات؛ لأن الإسراف والتبذير والترف طريق الشيطان، والغنى من دوافع المعاصي.


29- دور الدعاة في تقليل المنكرات، وليعلم الدعاة – وفقهم الله – أن لهم دوراً كبيراً في تقليل الذنوب بسبب ما يقومون به من أنشطة دعوية، وكم من داعية كان سبباً في منع معصية أو تخفيفها، وكم من برنامج دعوي كان سبباً في هداية الشباب والفتيات.


30- التفكير في الفوائد المترتبة على ترك الذنوب، فلماذا لا تفكر في الفوائد التي تحصل لك عندما تترك المعاصي؛ فمنها: انشراح الصدر، وسلامة الروح وصفاء النفس، ومحبة الله والفوز بالجنة وغير ذلك.


31- تذكر قصص الهالكين، نعم.. إذا حدثتك نفسك بالذنوب فتذكر أولئك الشباب الذين ماتوا على ذنوبهم؛ فهذا مات وهو يعزف العود، وهذا مات وهو يستمع إلى شريط الغناء، وآخر مات وهو تارك للصلاة، فمن لهم الآن وهم في قبورهم؟.
لقد ماتوا وانقضت أعمارهم فهل نفعتهم تلك القنوات وتلك الشهوات؟ أين الشباب والقوة؟!.
وأنت يا أختاه تذكري قصص الفتيات الغافلات؛ فهذه تموت وهي مع صديقها في السيارة بعدما ارتكبت جريمة الزنا، وتلك تموت وقد لبست البنطلون الضيق لتفتن الرجال، ولكنها تموت وهذا البنطلون عليها فلما أرادوا خلعه بعد موتها إذا به يلتصق بجسدها ولا يخرج وإلا ومعه بعض الجلد والله المستعان.


32- تذكر لو كنت من أهل النار يوم تقلب في النار, قال تعالى: (( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ))[الأحزاب:66].
يا سبحان الله أين مكانهم؟! في النار، يتقلبون على النار، أين وجوههم؟ على النار. نعم.. تلك الوجوه التي كانت تنظر إلى الحرام.. تلك الأجساد التي لم تتقرب إلى الله سوف تتقلب في النار وبئس المصير.


33- تذكر أن الجوارح من النعم، فهل تذكرت ذلك الذي فقد سمعه أو بصره أو يده أو قدمه؟.
إن هؤلاء يتمنون أن تعود لهم جوارحهم لكي يستمتعوا بها ولكي يستخدموها فيما يرضي الله تعالى، ولكنك أخي وأنت يا أختاه ممن يبارزون الله بارتكاب الآثام بهذه الجوارح، فأين شكر النعم ؟!.


34- تذكر أنت لماذا موجود، حينها تعرف الغاية من سبب وجودك؛ إن الغاية من وجودك هي ” العبادة ” كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56] فأنت لم تخلق لتلعب أو لتمرح أو.. بل لتعبد الله، فهل قمت بهذه الغاية ؟ أم أنك أضعت حياتك في اللهو واللعب ؟.


35- الصدق مع الله.. واعلم بأن من صدق مع الله في ترك الذنوب فسوف يشرح الله صدره ويفتح له أبواب التوبة.


36- اجعل والديك يدعوان لك؛ لأن دعاء الوالدين مستجاب.


37- أن تعلم أن الشيطان يريد إضلالك، وسيفعل كل ما يستطيع لأجل أن يعيدك إلى تلك الذنوب التي كنت تعملها.. قال تعالى: ((إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ))[فاطر:6].
فاعرف ذلك واستعذ بالله منه (( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[الأعراف:200].


38- ترك الصغائر؛ لأن الذي يتساهل في ارتكاب الصغائر سيقع في الكبائر.


39- إلقاء جميع آثار الجاهلية، فلا بد أن تزيل كل ما تبقى من آثار الجاهلية من الذنوب مثل ” الصور.. سواء صور المجلات أو صور النساء في الجوال أو التي في الجرائد أو أشرطة الغناء.. الدش.. حبوب المخدرات.. الدخان.. أرقام الفتيات ” لابد من إزالة جميع ما يذكرك بالماضي حتى لا تعود إليه.


40- اعلم أن الهداية لا تأتيك مجاناً، بل يلزمك أن تبحث عنها وتسعى لتحقيقها وتثبيتها في قلبك، وفي الحديث القدسي: ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) صحيح مسلم [ 4674 ] .


41- اليقين أن الابتلاء لا بد منه، فقد تسعى لترك المعصية ولكنك تتفاجأ وإذا بالفتنة تتزين لك من طريق آخر، وهكذا ” جاهد نفسك ” وفي الحديث: ( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم ) صحيح. صحيح الترغيب والترهيب [ 3406 ] .


42- الجلوس مع العلماء الذين يبذلون للدين؛ لأنك عندما تجلس معهم فسوف ترى فيهم البذل للدين وعلو الهمة في معالي الأمور بحيث ” تحتقر ذنوبك وشهواتك التي عملتها “.


43- استشعار عظمة الله، كما قال بعض السلف: ” لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر عظمة من عصيت، فإن حدثتك نفسك بالمعصية فقل لنفسك أتدرين من تعصين ؟ “.
إنه الله جل في علاه.. إنه الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.. إنه الله الذي له ملك السماوات والأرض.. إنه الله الذي بيده مقاليد الأمور.. إنه الله الذي تسبح له الكائنات وتخضع له السماوات.


44- معرفة فضائل الصبر.. فاعلم يا أخي أنك عندما تعاني من الصبر على تلك المعصية أنك مأجور ولك من الحسنات ما لا يخطر في البال واقرأ في فضائل الصبر ((إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))[البقرة:153] ((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ))[آل عمران:146] ((وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ))[النحل:126].
والملائكة عند أبواب الجنة ترحب بأهل الجنة وتقول لهم: (( سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ))[الرعد:24].


45- حسن الظن بالله والثقة به، وأن توقن أن الله قادر على أن يوفقك إلى الهداية وإلى ترك الذنوب، مهما كانت ذنوبك كثيرة أو صعبة.


46- وأخيراً: عليك بتقوية الإيمان والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة؛ لأن الله يقول: ( من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) صحيح البخاري [ 6856 ].
وأسأل الله لي ولك التوفيق والثبات على الطريق الذي يرضي الله تعالى.

 

قصة عبيد بن عمير و المرأة الفاتنة


كانت امرأة جميلة بمكة، وكان لها زوج ، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة، فأعجبت بجمالها، فقالت لزوجها :

أترى يرى أحد هذا الوجه لا يفتتن به ؟!

قال : نعم .

قالت : من ؟

قال : عبيد بن عمير.

قالت : فأذن لي فيه فلأفتننه ! !

قال : قد أذنت لك ! !

فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام ، ،فأسفرت المرأة عن وجهها، فكأنها أسفرت عن مثل فلقة القمر.

 فقال لها : يا أمة الله !

 فقالت : إني قد فتنت بك ، فانظر في أمري .

 قال : إني سائلك عن شيء ، فإن صدقت ، نظرت في أمرك .

 قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك .

 قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاك يقبض روحك أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟

قالت : اللهم لا.

قال : صدقت .

قال : فلو أدخلت في قبرك ، فأجلست لمساءلة أكان يسرك أني قد قضيت لك هذه الحاجة؟

قالت : اللهم لا.

قال : صدقت .

قال : فلوأن الناس أعطوا كتبهم لا تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟

 قالت : اللهم لا.

 قا ل : صدقت .

قال : فلو أردت المرور على الصراط ، ولا تدرين تنحني أم لا تنحني ، أكان يسرك أني قضيت لك هذها لحاجة؟

 قالت : اللهم لا .

قال : صدقت .

قال : فلو جيء بالموازين ، وجيء بك لا تدرين تخفين أم تثقلين ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه ا لحاجة ؟

 قالت : اللهم لا.

 قال : صدقت .

 قال :فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟

 قالت : اللهم لا.

قال : صدقت . ثم قال لها: اتق الله يا أمة الله . فقد أنعم الله عليك ، وأحسن إليك. فرجعت إلى زوجها .

فقال لها: ما صنعت ؟ فقالت له : أنت بطال ، ونحن بطالون ، ثم أقبلت

على الصلاة ، والصوم ، والعبادة . فكان زوجها يقول : مالي ولعبيد بن

 عمير أفسد علي زوجتي ، كانت كل ليلة عروسا، فصيرها راهبة

إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها

>>> لاحظ تكبير عين البعوضه (انتظر حتى يكتمل التحميل) 
۝ إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ۝

إن الله سبحانه وتعالى عندما ضرب مثلا بعوضة فهو ليبين للناس أن هذا المخلوق الصغير في حجمه عظيم في خلقه  . هذه المعلومات عنها:

* هي أنثى ( الدليل كلام الله عز و جل : فوقها )
* لها مائة عين في رأسها
* لها في فمها 48 سن
* لها ثلاث قلوب في جوفها بكل أقسامها
* لها ستة سكاكين في خرطومها ولكل واحدة وظيفتها
* لها ثلاث أجنحة في كل طرف
* مزودة بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء وظيفته : يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة إلى لون بنفسجي حتى تراه
* مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز إبرتها دون أن يحس الإنسان وما يحس به كالقرصة هو نتيجة مص الدم
* مزودة بجهاز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء
* مزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدا
* مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل إلى 60 كم

وأغرب ما في هذا كله أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى إلا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى ۝ إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ۝



ضرائر في بيت النبي صلى الله عليه و سلم


بين الضَّرَّات .. نعم الخلق !!


بين أكثر زوجتين متنافستين من أزواج الحبيب و أكثرهن غيرة من بعضهما ، السيدة عائشة و السيدة زينب بنت جحش ، نسلط الضوء على موقف لكل منهما ، كلاهما أجل من أن يعقب عليه !

أثنت زينب على عائشة أم المؤمنين خيراً ، عندما استشارها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادث الإفك ، ففي الحديث قالت السيدة عائشة : ( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمري ما علمت؟ أو ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيراً )
 قالت عائشة : ( وهي التي كانت تساميني –  تدانيني في المنزلة وتفاخرني – من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فعصمها الله بالورع ) رواه البخاري و مسلم .

وقد أحسنت عائشة رضي الله عنها في الثناء على زينب إذ قالت : ( ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى.
وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على كثرة تصدقها وكنَّى عن ذلك بطول يدها، فعن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً ، قالت : فكنَّا نتطاول أينَّا أطول يداً ، فكانت أطولنا يداً زينب ؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق ) رواه البخاري و مسلم

قل الحق و لو على نفسك ، و اصدق القول ولو عن عدوك 

مستشرق بحث في اخطاء القرآن ...

كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible ....هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير .....لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور .......
في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني كان يتوقع أن يجد القرآن كتابا قديما مكتوبا منذ 14 قرنا يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك، لكنه ذهل مما وجده فيه بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم .
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم مثل وفاة زوجته خديجة سلام الله عليها أو وفاة بناته وأولاده لكنه لم يجد شيئا من ذلك .
بل الذي جعله في حيرة من أمره أنه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيل هم !!
ولم يجد سورة باسم زوجاته أو فاطمة عليها سلام الله، وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزاد ت حيرة الرجل.
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء :{ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }
يقول الدكتور ملير عن هذه الآية ' من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا.'
يقول أيضا عن هذه الآية ' لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خال من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد '
أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء :
{ أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون }
يقول 'إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب '
فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله .

يقول الدكتور ملير :
الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول :
{مَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ 211 إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ 212 } الشعراء
{فإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 } النحل
أرايتم ؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب ؟؟ يؤلف كتاب ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يجب عليك أن تتعوذ مني ؟؟
إن هذه الآيات من الأمور ا لإعجازية في هذا الكتاب المعجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة '
من القصص التي أبهرت الدكتور ملير ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي لهب.

يقول الدكتور ملير :
'هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة أنه كان يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم,اذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نهار المقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ويشكك الناس فيه .
قبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد , هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلى النار , أي بمعنى آخر أن أبا لهب لن يدخل الإسلام .
خلال عشر سنوات كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول 'محمد يقول إني لن أسلم و سوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلما !! ..
الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا ؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟ .
لكن أبا لهب لم يفعل ذلك تماما رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر .
يعني القصة كأنها تقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني , حسنا لديك الفرصة ان تنقض كلامي !
لكنه لم يفعل خلا ل عشر سنوات !! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام !!
عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام بدقيقة واحدة! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم .

كيف لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيا من الله؟؟
كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات إن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحيا من الله؟؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد هذا وحي من الله .'
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }

يقول الدكتور ملير عن آية أبهرته لإعجازها الغيبي :
'من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق ألا وهو falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره , وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ..القرآن يقول إن اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر فاشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود '

ويكمل الدكتور ملير :
'إن هذا يعتبر تحديا عظيما ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط ألا وهو أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولوا عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول إننا أشد الناس عداوة لكم ,إذن القرآن خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان !!'

يكمل الدكتور ملير :
' هل رأيتم أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحديا للعقول !! '

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمنوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82 وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 83 وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 84 } المائدة

وعموما هذه الآية تنطبق على الدكتور ملير حيث أنه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن و دخل الإسلام وأصبح داعية له وفقه الله
يكمل الدكتور ملير عن أسلوب فريد في القرآن أذهله لإعجازه :
'بدون أدنى شك يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر , وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة ويقول لك : لم تكن تعلمها من قبل !! مثل :

سورة آل عمران - آية 44 { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون }
سورة هود - آية 49 { تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين } سورة يوسف - آية 102 { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون }

يكمل الدكتور ملير :
'لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب, كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أتت هذه المعلومات, على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماؤهم فلان وفلان ..الخ .
ولكن هذا الكتاب(الإنجيل المحرف) دائما يخبرك إذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلاني أو الكتاب الفلاني لأن هذه المعلومات أتت منه '

يكمل الدكتور ملير :
'بعكس القرآن إذ يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !! بل ويطلب منك ان تتأكد منها إن كنت مترددا في صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر !! .
والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت - أي وقت نزول هذه الآيات - ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا قومه , بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه , أبدا لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات , أيضا لم يحدث مثل هذا , ولكن الذي حدث أن أحدا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأ نها فعلا معلومات جديدة كليا !!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله ا لذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل '

هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ

قال تعالى : هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ[الفجر:5]؟.



جملة معترضة بين القسم وبين ما بعده من جوابه أو دليل جوابه ، كما في قوله تعالى : وإنه لقسم لو تعلمون عظيم .
والاستفهام تقريري ، وكونه بحرف ( هل ) ; لأن أصل ( هل ) أن تدل على التحقيق إذ هي بمعنى ( قد ) .
واسم الإشارة عائد إلى المذكور مما أقسم به ، أي : هل بالقسم في ذلك قسم .
وتنكير ( قسم ) للتعظيم أي : قسم كاف ومقنع للمقسم له ، إذا كان عاقلا أن يتدبر بعقله .
فالمعنى : هل في ذلك تحقيق لما أقسم عليه للسامع الموصوف بأنه صاحب حجر .
والحجر : العقل ; لأنه يحجر صاحبه عن ارتكاب ما لا ينبغي ، كما سمي عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التهافت كما يعقل العقال البعير عن الضلال .
واللام في قوله : لذي حجر لام التعليل ، أي : قسم لأجل ذي عقل يمنعه من المكابرة فيعلم أن المقسم بهذا القسم صادق فيما أقسم عليه .

الله يقول سبحانه: وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (1-5) سورة الفجر.
فهذه الآية تبين أن هذه الأقسام عظيمة أقسم الله بها وهو يقسم بما يشاء لا أحد يتحجر عليه، وإنما أقسم بها لأنها من آياته الدالة على قدرته العظيمة وأنه رب العالمين فقال: (والفجر) وهو انفلاق الصبح بعد ذهاب الليل، (وليال عشر) فُسرت هذه الليالي بليالي عشر ذي الحجة وبليالي العشر الأخيرة من رمضان فهي كلها معظمة، (والشفع والوتر) الشفع الاثنين والأربعة والستة ونحو ذلك، والوتر الواحد والثلاثة والخمسة ونحو ذلك، كلها من آيات الله، جعل شفعا ووترا في مخلوقاته ، وهي من آياته، السماوات السبع وتر والأرض سبع وتر والعرش واحد وتر والكرسي واحد وتر وجعل أشياء شفعا كالليل والنهار شفعا والذكر والأنثى شفعاً وغير ذلك، كما قال سبحانه: وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ (49) سورة الذاريات، (والليل إذا يسر) كذلك من آياته هذا الليل حين يأتي بظلامه وفي النهار حين يأتي بضيائه كلها من آياته، ثم قال بعد هذا: (هل في ذلك قسم لذي حجر) فالمعنى -والله أعلم- هل في ذلك قسم لذي حجر لذي عقل يقتضي أن يخالف، بل يجب على المؤمن أن يتدبَّر ويتعقَّل ويعرف أنه سبحانه إنما أقسم بهذه الأقسام لدلالة عباده على عظم هذه المخلوقات وأنها من الدلائل على قدرته العظيمة ووحدانيته وأنه لا يجوز للمؤمن أن يخالف ما دلت عليه فيشرك بالله ويعبد معه سواه وهو الخلاق لهذه الأشياء القائم بأرزاق العباد إلى غير هذا. ويحتمل معنى آخر وهو أنه يريد هل في ذلك قسم لذي حجر يقسم به، أو إلا من هذه الأقسام التي فيها دلائل على قدرته العظيمة، مع أنه حرم القسم بغيره قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) فليس لأحد أن يقسم إلا بربه، فالآية فيها شيء من الغموض، لكن يحتمل أن المراد أن هذا القسم كافٍ في الدلالة على عظمة هذه المخلوقات وأنها من دلائل قدرته العظيمة، ويحتمل هل في ذلك لذي حجر قسم آخر ينبغي أن يقسم به للدلالة على توحيد الله والدعوة إلى عبادته وإخلاص له، هذا والله أعلم من المعنى.

وأعطى قليلا وأكدى

قوله : تولى : أي رجع وأدبر عن الحق ، وقوله : وأعطى قليلا ، قال بعضهم : قليلا من المال ، وقال بعضهم : أعطى قليلا من الكلام الطيب ، وقوله : وأكدى أي قطع ذلك العطاء ولم يتمه ، وأصله من أكدى صاحب الحفر إذا انتهى في حفره إلى صخرة لا يقدر على الحفر فيها ، وأصله من الكدية وهي الحجارة تعترض حافر البئر ونحوه فتمنعه الحفر، وهذا الذي أعطى قليلا وأكدى اختلف فيه العلماء، فقيل : هو الوليد بن المغيرة قارب أن يؤمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فعيره بعض المشركين ، فقال : أتركت دين الأشياخ وضللتهم ؟ قال : إني خشيت عذاب الله ، فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه كذا من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ، فرجع الوليد إلى الشرك وأعطى الذي عيره بعض ذلك المال الذي ضمن ومنعه تمامه . فأنزل الله عز وجل الآية .

وعلى هذا فقوله : تولى : أي الوليد عن الإسلام بعد أن قارب ، وأعطى قليلا من المال للذي ضمن له أن يتحمل عنه ذنوبه . وأكدى : أي بخل عليه بالباقي ، وقيل : أعطى قليلا من الكلام الطيب كمدحه للقرآن ، واعترافه بصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، " وأكدى " أي انقطع عن ذلك ورجع عنه . وقيل : هو العاص بن وائل السهمي ، كان ربما وافق النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأمور ، وذلك هو معنى إعطائه القليل ثم انقطع عن ذلك ، وهو معنى إكدائه ، وهذا قول السدي ولم ينسجم مع قوله بعده : أعنده علم الغيب.

وعن محمد بن كعب القرظي أنه أبو جهل ، قال : والله ما يأمرنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا بمكارم الأخلاق ، وذلك معنى إعطائه قليلا ، وقطعه لذلك معروف .

واقتصر الزمخشري على أنه عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال : روي أن عثمان بن عفان كان يعطي ماله في الخير ، فقال له عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وهو أخوه من الرضاعة : يوشك ألا يبقى لك شيء . فقال عثمان : إن لي ذنوبا وخطايا ، وإني أطلب بما أصنع رضا الله تعالى ، وأرجو عفوه ، فقال عبد الله : أعطني ناقتك برحلها ، وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها ، فأعطاه وأشهد عليه ، وأمسك عن العطاء فنزلت الآية .

ومعنى " تولى " ترك المركز يوم أحد ، فعاد عثمان إلى أحسن من ذلك وأجمل . انتهى منه .
ولا يخفى سقوط هذا القول وبطلانه ، وأنه غير لائق بمنصب أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه .

ثلاثة اخوة اسمهم عبدالله و مشكلة الارث


رجل أعرابي أنجب ابناء ثلاثة، سمي الاول عبد الله، و الولد الثاني سماه عبد الله، أما الولد الثالث فسماه عبد الله، العجيب أن الرجل ابو العبادلة حينما حضرته المنية -الموت- نظر الي أبنائه الثلاثة و قال: عبد الله يرث، عبد الله لا يرث، عبد الله يرث و خرجت روحه، و كل عبد الله فيهم ينوء بنفسه عن من لا يرث.
قالوا ماذا نصنع؟
قاموا بدفن ابوهم ثم قرروا أن يذهبوا الي قاضي القضاة في المدينة، تركوا شمال الحجاز و توجهوا الي المدينة.
في الطريق وجدوا اعرابيا ظل بعيره - هرب و ضاع منه - فقال لهم الأعرابي: هل رأيتم بعيرا لي قد شرد؟.
قالوا: لا و الله، فتركهم، فنادوا عليه.
قال له الأول: هل بعيرك أعور؟
قال: نعم.
قال الثاني: هل بعيرك أبتر - ذيله مقطوع -
قال: بلي.
قال الثالث: هل بعيرك أزور - ماءل علي جنب-
فرح الأعرابي و قال: نعم.
قالوا: و الله ما رأينا بعيرك.
قال لهم: لا بد أن اخذكم الي القاضي.
قالوا : نحن اصلا ذاهبون الي القاضي، تفضل معنا.
دخلوا علي القاضي، عرض الاعرابي القضية علي القاضي.
قال القاضي: كيف عرفتم أن أنه اعور؟
قال الأول: ايها القاضي رأيته ياكل من جانب من العشب و يترك الجانب الاخر، يأكل من جهة العين المبصرة اما العين التي هي عوراء فلا يأكل من جهتها.
قال القاضي: و كيف عرفتم انه أبتر؟
قال الثاني: لو كان له ذيل كان بعره يتناثر علي الرمال لكن بعره رايته أكواما أكواما فعلمت أنه مقطوع الذيل فقلت أنه أبتر.
قال القاضي: ولما قلتم أنه أزور؟
قال الثالث: بسيطة جدا وجدت عمق أخفافه في الناحية اليسري أشد عمقا من الناحية اليمني فعلمت انه مائل علي جنبه.
قال القاضي للاعرابي: يا رجل ليسوا بأصحاب بعيرك.
ثم قال لهم القاضي: ما قضيتكم أنتم؟
قال احدهم: قضيتنا قضية  أبونا سماني عبد الله، و أخي هذا عبد الله, أما اخي الثالث فعبد الله. و عند موته قال: عبد الله يرث، عبد الله لا يرث، عبد الله يرث.
استغرب القاضي! لأول مرة تأتيه قضية عجيبة بهذا الشكل، فقال لهم: أنتم ضيوفي الليلة تصلون الصبح ان شاء الله، ثم تأتون الي دار القضاء ثم سنحل هذه المشكلة ان شاء الله.
دخلوا الغرفة و لأن ذكاءهم يقفز منهم، قال أحدهم: انتبهوا ان عينا تتجسس علينا.
ثم قدم الخادم باللحم و الخبز بعشاء الضيوف مد الولد الأول يده ثم قال: انتظروا لا تأكلوا هذه لحم كلب.
ثم نضر الثاني الي أرغفة الخبز ثم قال: و التي خبزت هذا الخبز امراة حامل في الشهر التاسع.
ثم قال الثالث: و القاضي الذي سيقضي بيننا هذا ليس ابن حلال.
في الصباح صلوا صلاة الصبح ثم دخلوا علي القاضي، والعين التي كانت تتجسس نقلت له ما دار بينهم.
قال القاضي: ما الذي جعلكم تقولون انه لحم كلب؟
قال الأول: أيها القاضي، ان اللحم الذي نأكله يبدأ بالعظم، ثم اللحم، فالشحم فلما رأيته يبدأ بالعظم ثم الشحم فاللحم علمت أنه لحم كلب.
فنادي القاضي الطباخ: ماذا صنعت؟
قال: قلت لي بعد المغرب ان عندنا ضيوف من البادية، و القطيع قد تأخر فما رأيت غير كلب الغنم فذبحته.
قال القاضي للثاني: و انت ما أدراك أن المرأة التي خبزت الأرغفة في الشهر التاسع؟
قال: وجدت الأرغفة منتفخة و ملتصقة من ناحية، و المرأة في التاسع تكون بطنها أمامها فلا تستطيع أن تميل يدها في الفرن لتدير الرغيف حتي يستوي من جميع الجهات.
سئل القاضي من خبزت الخبز؟
قالوا: أم فلان، و هي حامل في الشهر التاسع.
قال القاضي: و من أعلمكم و العياذ بالله انني لست ابن حلال؟
قال الثالث: ايها القاضي ان ضيوفا عند قاض مسلم يتحاكمون و يتقاضون اليه في قضية يرسل عينا تتجسس عليهم لا يكون هذا ابن حلال ابدا.
دخل القاضي علي أمه فأقرها فأقرت.
خرج القاضي ليصدر الحكم، قال: من قال ان اللحم لحم كلب.
قال عبد الله: انا.
قال القاضي: انت عبد الله ترث.
ثم قال: من قال ان أرغفة الخبز خبزتها امـرأة في الشهر التاسع؟
قال عبد الله: انا.
قال القاضي : انت عبد الله ترث.
ثم قال القاضي: و من قال انني ابن حرام.
قال: عبد الله: انا.
قال القاضي: انت عبد الله لا ترث.
قال: لماذا؟
قال القاضي: لأنه لا يعرف ابن الحرام الا ابن حرام مثله.
ذهب الاثنان ليسألوا امهم، يا أمنا: من عبد الله هذا؟
قالت كان أبوكم في طريقه الي المسجد فوجده مرمي بجانبه فاخده و تبناه.

قصة توبة الشيخ خالد الراشد على يدي إبنه سالم



القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا... ويُقال انها قصته الشخصية:
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك اليلة .. بقيت إلى آخر اليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.
أذكر أني تلك اليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ....
كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..... الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها.. أحست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي... خاصة أنّها في شهرها التاسع .
حملتها إلى المستشفى بسرعة... دخلت غرفة الولادة... جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ..... والرضى بالأقدار . ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي... تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي ولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ....
لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية... طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس... كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !
كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.
مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كالعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي باقي إخوته.
كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء . عمل ونوم وطعام وسهر.
في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة... لبست وتعطّرت وهمت بالخروج.. مرت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!
إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت .... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.
أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.... ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
قال: نعم ..
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟
قال: أكيد عمر ..... لكنه يتأخر دائماً ..
قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.
أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة .... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت... دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ..... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضمته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي..... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجروني إلى النار.
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله
كثيراً على نعمه.
ذات يوم ... قر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !
فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً..
توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...
تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي... اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ...
وسكت...
أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.
تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟
قالت: لا شيء
فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟
خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها
صرخت بها ... سالم! أين سالم .؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته : بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله... لم تتحمل زوجتي الموقف.
أجهشت بالبكاء كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه .... حين فارقت روحه جسده ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لقد اراد الله سبحانه وتعالى ان يهدي والد سالم على يد سالم قبل موت سالم

سورة الشمس


 سورة الشمس : هي مكية .



 

تقدم حديث جابر الذي في الصحيحين : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ : " هلا صليت ب ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( والشمس وضحاها ) ( والليل إذا يغشى ) ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
( والشمس وضحاها ( 1 ) والقمر إذا تلاها ( 2 ) والنهار إذا جلاها ( 3 ) والليل إذا يغشاها ( 4 ) والسماء وما بناها ( 5 ) والأرض وما طحاها ( 6 ) ونفس وما سواها ( 7 ) فألهمها فجورها وتقواها ( 8 ) قد أفلح من زكاها ( 9 ) وقد خاب من دساها ( 10 ) )

قال مجاهد : ( والشمس وضحاها ) أي : وضوئها . وقال قتادة : ( وضحاها ) النهار كله .
قال ابن جرير : والصواب أن يقال : أقسم الله بالشمس ونهارها ; لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار .
( والقمر إذا تلاها ) قال مجاهد : تبعها . وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( والقمر إذا تلاها ) قال : يتلو النهار . وقال قتادة : ( إذا تلاها ) ليلة الهلال ، إذا سقطت الشمس رؤي الهلال .
وقال ابن زيد : هو يتلوها في النصف الأول من الشهر ، ثم هي تتلوه . وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر .
وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : إذا تلاها ليلة القدر .
وقوله : ( والنهار إذا جلاها ) قال مجاهد : أضاء . وقال قتادة : ( والنهار إذا جلاها ) إذا غشيها النهار .
قال ابن جرير : وكان بعض أهل العربية يتأول ذلك بمعنى : والنهار إذا جلا الظلمة ، لدلالة الكلام عليها .
قلت : ولو أن هذا القائل تأول [ ذلك ] بمعنى ( والنهار إذا جلاها ) أي : البسيطة ، لكان أولى ، ولصح [ تأويله في ] قول الله ( والليل إذا يغشاها ) فكان أجود وأقوى ، والله أعلم . ولهذا قال مجاهد : ( والنهار إذا جلاها ) إنه كقوله : ( والنهار إذا تجلى ) [ الليل : 2 ] . [ ص: 411 ] وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس ، لجريان ذكرها . وقالوا في قوله : ( والليل إذا يغشاها ) يعني : إذا يغشى الشمس حين تغيب ، فتظلم الآفاق .
وقال بقية بن الوليد ، عن صفوان ، حدثني يزيد بن ذي حمامة قال : إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله : غشي عبادي خلقي العظيم ، فالليل يهابه ، والذي خلقه أحق أن يهاب . رواه ابن أبي حاتم .
وقوله : ( والسماء وما بناها ) يحتمل أن تكون " ما " هاهنا مصدرية ، بمعنى : والسماء وبنائها . وهو قول قتادة ، ويحتمل أن تكون بمعنى " من " يعني : والسماء وبانيها . وهو قول مجاهد ، وكلاهما متلازم ، والبناء هو الرفع ، كقوله : ( والسماء بنيناها بأيد ) أي : بقوة ( وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ) [ الذاريات : 47 ، 48 ] .
وهكذا قوله : ( والأرض وما طحاها ) قال مجاهد : ( طحاها ) دحاها . وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( وما طحاها ) أي : خلق فيها .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( طحاها ) قسمها .
وقال مجاهد ، وقتادة والضحاك ، والسدي ، والثوري ، وأبو صالح ، وابن زيد : ( طحاها ) بسطها .
وهذا أشهر الأقوال ، وعليه الأكثر من المفسرين ، وهو المعروف عند أهل اللغة ، قال الجوهري : طحوته مثل دحوته ، أي : بسطته .
وقوله : ( ونفس وما سواها ) أي : خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة ، كما قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) [ الروم : 30 ] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ " .
أخرجاه من رواية أبي هريرة

وفي صحيح مسلم من رواية عياض بن حمار المجاشعي ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقول الله - عز وجل - : إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم " .

وقوله : ( فألهمها فجورها وتقواها ) أي : فأرشدها إلى فجورها وتقواها ، أي : بين لها ذلك ، وهداها إلى ما قدر لها .
قال ابن عباس : ( فألهمها فجورها وتقواها ) بين لها الخير والشر . وكذا قال مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والثوري .
وقال سعيد بن جبير : ألهمها الخير والشر . وقال ابن زيد : جعل فيها فجورها وتقواها .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار ، حدثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصم النبيل قالا حدثنا عزرة بن ثابت ، حدثني يحيى بن عقيل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الديلي قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل فيه الناس ويتكادحون فيه ، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق ، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم - صلى الله عليه وسلم - وأكدت عليهم الحجة ؟ قلت : بل شيء قضي عليهم . قال : فهل يكون ذلك ظلما ؟ قال : ففزعت منه فزعا شديدا ، قال : قلت له : ليس شيء إلا وهو خلقه وملك يده ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . قال : سددك الله ، إنما سألت لأخبر عقلك ، إن رجلا من مزينة - أو جهينة - أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون ، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق ، أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم ، وأكدت به عليهم الحجة ؟ قال : " بل شيء قد قضي عليهم " . قال : ففيم نعمل ؟ قال : " من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه لها ، وتصديق ذلك في كتاب الله : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها )
رواه أحمد ومسلم ، من حديث عزرة بن ثابت به .

وقوله : ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى نفسه ، أي : بطاعة الله - كما قال قتادة - وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل . ويروى نحوه عن مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير . وكقوله : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) [ الأعلى : 14 ، 15 ] .

( وقد خاب من دساها ) أي : دسسها ، أي : أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهدى ، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله - عز وجل - .
وقد يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى الله نفسه ، وقد خاب من دسى الله نفسه ، كما قال العوفي وعلي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي وأبو زرعة قالا حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا أبو مالك - يعني عمرو بن هشام - عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قول الله : ( قد أفلح من زكاها ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أفلحت نفس زكاها الله " .
ورواه ابن أبي حاتم من حديث أبي مالك ، به . وجويبر [ هذا ] هو ابن سعيد ، متروك الحديث ، والضحاك لم يلق ابن عباس .

وقال الطبراني : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مر بهذه الآية : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) وقف ، ثم قال : " اللهم آت نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وخير من زكاها " .
حديث آخر : قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا يعقوب بن حميد المدني ، حدثنا عبد الله بن عبد الله الأموي ، حدثنا معن بن محمد الغفاري ، عن حنظلة بن علي الأسلمي ، عن أبي هريرة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ : ( فألهمها فجورها وتقواها ) قال : " اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها " لم يخرجوه من هذا الوجه .

رجل شهادته تعدل شهادة رجلين و ليس امرأتين




ذو الشهادتين

من هو ذلك الرجل الذي تعدل شهادته ليس شهادة امرأتين بل رجلين ؟!
إنه الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت بن فاكه الأنصاري – رضي الله عنه – ، 

أحد الذين شهدوا بدرا مع الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام. 
و لهذا اللقب (ذو الشهادتين) قصة طريفة مؤثرة : ذلك أن يهوديا ادعى 
على الحبيب المصطفى – عليه الصلاة و السلام – دينا كان الرسول – عليه الصلاة و السلام – 
قد أداه ، و لكن اليهودي أنكر ذلك و جحده و قال : هلم شهودا يشهدون لك ، 
فما كان من الصحابي الجليل إلا أن شهد للنبي – صلى الله عليه و سلم – 
على اليهودي. فسأله المصطفى – عليه الصلاة و السلام – : كيف تشهد و لم تحضر و لم تعلم ؟ 
فرد الصحابي الجليل – رضوان الله عليه – : يا رسول الله نصدقك في خبر يأتيك من السماء ،
 فكيف لا نصدقك أنك قضيته حقه؟ (و في رواية أنه قال : أعلم أنك لا تقول إلا حقا ). 
 فقبل الرسول – صلى الله عليه و سلم – شهادته ، و جعل شهادته بشهادة رجلين . 
رضي الله عن أصحاب الرسول – صلى الله عليه و سلم –أجمعين .

طالب تعلم ثماني مسائل في 33 سنة * تعرف عليها*


سأل عالم تلميذه: منذ متى صحبتني؟
فقال التلميذ: منذ ثلاث وثلاثين سنة…
فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟ !
قال التلميذ: ثماني مسائل…
قال العالم: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب عمري معك ولم تتعلم مني إلا ثماني مسائل؟ !
قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب.
فقال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع …
قال التلميذ:
  
الأولى :

أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوباً، فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه
فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .

 الثانية:

أني نظرت إلى قول الله تعالى :
 ‘وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ‘
فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله .

الثالثة :
 

أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع
 ثم نظرت إلى قول الله تعالى: ‘ما عندكم ينفذ وما عند الله باق‘
فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده .

الرابعة:

أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه،
ثم نظرت إلى قول الله تعالى: ‘إن أكرمكم عند الله أتقاكم‘
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريماً.

الخامسة:

أني نظرت في الخلق، يطعن بعضهم في بعض، ويلعن بعضهم بعضاً،
وأصل هذا كله الحسد،
ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: ‘ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ‘
فتركت الحسد، واجتنبت الناس، وعلمت أن القسمة من عند الله، فتركت الحسد عني .
   
السادسة :

أني نظرت إلى الخلق، يعادي بعضهم بعضاً، ويبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضاً، ونظرت 

إلى قول الله تعالى: ‘إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ‘
فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.

السابعة:

أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلُّها في طلب الرزق
حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له،
 ونظرت إلى قول الله عز وجل: ‘وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها‘
فعلمت أني واحد من هذه الدواب، فاشتغلت بما لله عليّ وتركت ما لي عنده
 

الثامنة :

أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل مخلوق منهم متوكلاً على مخلوق مثله, هذا على ماله، 

وهذا على ضيعته، وهذا على صحته، وهذا على مركزه
ونظرت إلى قول الله تعالى ‘ومن يتوكل على الله فهو حسبه‘
فتركت التوكل على الخلق، واجتهدت في التوكل على الله.

فقال الأستاذ: بارك الله فيك

خذ عشرة ثواني من وقتك فقط، وحاول نشرها


المصدر:شبكة ابويوسف http://merimiweb1.blogspot.com/2014/10/33.html#ixzz3FbN8lr42

في روضة الحبيب


 
  في روضة الحبيب

  ا ن الإسلام دين واقعي لا يحلق في أجواء الخيال و المثالية ، ولكنه يقف مع الإنسان على أرض الحقيقة و الواقع ، و لا يعامل         الناس   كأنهم ملائكة و لكنه يعاملهم كبشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، فلا يطلب منهم أن يكون كل كلامهم ذكرا ، 

   وكل      سماعهم قرآنا  ، و كل فراغهم في المسجد ، و إنما اعترف بفطرتهم التي فطرهم الله عليها .

  و حياة حبيبنا المصطفى عليه أكرم الصلاة و أجل التسليم مثال للحياة المتكاملة من كل نواحيها ، فهو  في خلوته يصلي و يطيل   الخشوع  ، و لا يخشى في الحق لومة لائم ، و لكنه مع الناس بشر سوي ، يحب الطيبات و اليسر  في الأمور و يبش لأصحابه و   يمزح و لا يقول مع ذلك إلا حقا .

  عن عبد الله بن الحارث قال : ” كان رسول الله يصف عبد الله و عبيد الله و كثير بن العباس ثم يقول : من سبق إلى فله كذا و كذا ،    فيتسابقون إليه فيقعون على ظهره و صدره فيقبلهم و يلتزمهم ”

  يا حبيبي يا رسول الله
  لله ما أعظمك ! ما أحلمك ! ما أرحمك !
  و ما رحمتك إلا بعض من رحمة الرحمن ، فتأملوا أحبتي في الله ..

  و عن صهيب – رضي الله عنه  قال ” أنه كان يأكل التمر و به رمد ، فقال له رسول الله : أتاكل و أنت أرمد ؟ فقال : إنما آكل   بالشق الآخر ( أو أمضغ من ناحية أخرى ) فضحك الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة و أجل التسليم .
  ( و كان صهيب رضي الله عنه بعينه رمد ، و كان الشائع أن التمر مضر للعين الرمداء )
   و عن حميد الطويل ، عن ابن أبي الورد ، عن أبيه قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم ، فرآني رجلا أحمر ، فقال : ” أنت أبو   الورد “
  و عن عوف بن مالك الاشجعي أنه دخل على رسول الله و هو جالس في قبة ضغيرة في غزوة تبوك ، فأطل برأسه و سلم ، فرد        و قال : ادخل ، فرد عوف ممازحا : أدخل كلي ( أي بكل جسمي ) يا رسول الله ؟ فتبسم الحبيب و قال : كلك .

  و عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال له : يا ذا الأذنين ، يمازحه فما من إنسان إلا و له أذنان .و

  وكان الحبيب المصطفى ينادي السيدة عائشة رضي الله عنها : يا عائش
  بل قال لها ذات يوم : إني لأعرف إن كنت علي غضبى أم راضية
  قالت متعجبة : و كيف ذاك
  رد الحبيب : إن كنت علي راضية قلت (لا و رب محمد ) ، و إن كنت غضبى قلت ( لا و رب إبراهيم )
  فقالت : إي و الله ، ما أهجر إلا اسمك .

  و كانت رضي الله عنها تسأله : كيف حبك لي ؟
  فيقول الحبيب المختار : هو كالعقدة فالحبل
  تقول : فأنتظر زمنا ثم أسأله : كيف حال العقدة ؟
  فيضحك الحبيب و يقول : هي على حالها
  صلى الله عليك و سلم يا حبيبي يا رسول الله